في سابقة جديدة من نوعها في تاريخ البحرين هو ان تقوم قوات الشرطة الذين ينتمون الى اصول غير بحرينية "مرتزقة " بالقيام باعمال استفزازية لبعض القرى الشيعية التي تشهد مناوشات و احتجاجات بين السلطة و بين قوات المرتزقة على خلفية تجاهل السلطة للملفات الحقوقية و السياسية العالقة كالبطالة و حق السكن و التمييز ضد الشيعة و التعذيب في السجون و غيرها من الملفات الحقوقية . و لكن ما هو غريب في الامر هو بعد ان تعجز قوات المرتزقة من السيطرة على الانفلات الامني تقوم بعمليات استفزازية فقد شهدت عدة قرى ومناطق في البحرين توترًا امنيًا ومصادمات مع المحتجين نتيجة قيام عناصر القوات الخاصة المشَكلة من رجال المرتزقة الأجانب باقتحام عدة مناطق وقرى من أجل نزع المجسمات والشعارات الحسينية والأعلام السوداء التي عادة ما تعلق من قبل أبناء الطائفة الشيعية في المناطق التي يقطنونها، مع قدوم شهر محرم من كل عام، تخليدًا لذكرى مقتل الإمام الحسين بن على بن أبي طالب فيما يعرف واقعة كربلاء التاريخية. فقد قمعت القوات الخاصة اعتصام سلمي نظمته مجموعة من النسوة على خلفية محاولات تلك القوات في نزع الإعلام والشعارات التي تخص موسم عاشوراء في منطقة جدحفص والسنابس والديه ، الاعتصام والذي بدأ في الساعة الثالثة والنصف من عصر يوم السبت 2 يناير 2009م أمام مقبرة قرية السنابس وأستمر لأكثر من ساعة حتى تدخلت القوات الخاصة بعنف لفض هذا الاعتصام النسائي ،حيث استخدمت الرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع لتفريقهم وأدى هذا الاستخدام المفرط إلى إصابة بعض النساء بجروح طفيفة.
وشهدت من قبلها قرية سند إحدى تلك المواجهات بين المحتجين والقوات الخاصة التي تحاصر تلك القرية الشيعية بأعداد كبيرة منذ اليوم الأول من محرم، واستخدمت فيها الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. وكانت بوادر تلك المواجهات قد حدثت بعد أن قامت تلك القوات ولعدة مرات منذ بداية شهر محرم باقتحام القرية في منتصف الليل أو عند طلوع الفجر من اجل تمزيق القماش الأسود ونزع لافتات التعزية الحسينية وتكسير المجسمات التي تمثل شخصيات تلك الواقعة، والتي أعتاد المواطنون الشيعة تعليقها على جدران وشوارع القرى، تعبيرًا عن الحزن والحداد في هذه المناسبات
والى جانب قرية سند قامت القوات الخاصة باقتحام عدة قرى ومناطق للقيام بنفس الدور في انتزاع المجسمات وقماش السواد والشعارات الحسينية. ومن تلك المناطق والقرى: المعامير ، باربار، سماهيج، الجفير، جنوسان، القرية، كرزكان،جد حفص، الديه، المالكية، صدد، عالي، ومقبرة الدراز وكذلك مدينة المحرق.
و بناء على ما سبق فان الاعتداء على عقائد وشعائر وممارسات أبناء الطائفة الشيعية الدينية يخالف ادعاءات السلطة باحترامها معتقدات المواطنين التي تحاول أن تروج لنفسها في الخارج، بل يعد انتهاكا لالتزامات البحرين الدولية وعلى رأسها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي أصبحت البحرين جزء منه، والذي تنص المادة الثامنة عشر منه على أن" لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين. ويشمل ذلكحريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره، وحريته فيإظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو معجماعة، وأمام الملأ أو على حده. ولا يجوز تعريض أحد لإكراه من شأنه أن يخلبحريته في أن يدين بدين ما، أو بحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره.لايجوز إخضاع حرية الإنسان في إظهار دينه أو معتقده، إلا للقيود التي يفرضها القانونوالتي تكون ضرورية لحماية السلامة العامة أو النظام العام أو الصحة العامة أوالآداب العامة أو حقوق الآخرين وحرياتهم الأساسية" بل أخد هذا الميثاق على الناس العهد في الالتزام بذلك ونص على أن"تتعهد الدول الأطراف فيهذا العهد باحترام حرية الآباء، أو الأوصياء عند وجودهم، في تأمين تربية أولادهم دينيا وخلقيا وفقا لقناعاتهم الخاصة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق